الثلاثاء، 1 مارس 2011

هـــل رحـــل الرجــــــــال !!!؟؟؟

أتى شابّان إلى الخليفة
عمر بن الخطاب رضي الله عنه
وكان في المجلس وهما يقودان رجلاً من البادية
فأوقفوه أمامه
‏قال عمر: ما هذا
‏قالوا : يا أمير المؤمنين ،
هذا قتل أبانا
‏قال: أقتلت أباهم ؟
‏قال: نعم قتلته !
‏قال : كيف قتلتَه ؟
‏قال: دخل بجمله في أرضي ، فزجرته،
فلم ينزجر، فأرسلت عليه ‏حجراً،
وقع على رأسه فمات...
‏قال عمر : القصاص
..... الإعدام
.. قرار لم يكتب ... وحكم سديد
لا يحتاج مناقشة ،
لم يسأل عمر(ر) عن أسرة هذا الرجل ، هل هو من
قبيلة شريفة ؟ هل هو من أسرة قوية ؟
‏ما مركزه في المجتمع ؟ كل هذا لايهم
عمر - رضي الله عنه - لأنه لا
‏يحابي ‏أحداً في دين الله ، ولا
يجامل أحدا على حساب شرع الله ،
ولو كان ‏ابنه ‏القاتل ، لاقتص منه ..
‏قال الرجل : يا أميرالمؤمنين ..
أسألك بالذي قامت به
السماوات والأرض ‏أن تتركني ليلة،
لأذهب إلى زوجتي وأطفالي في
البادية ، فأُخبِرُهم ‏بأنك سوف تقتلني،
ثم أعود إليك ،
والله ليس لهم عائل إلا الله ثم أنا
قال عمر : من يكفلك أن تذهب إلى البادية،
ثم تعود إليَّ؟
‏فسكت الناس جميعا ً،
لانهم لا يعرفون اسمه ، ولا خيمته ،
ولا داره ‏ولا قبيلته ولا منزله ،
فكيف  يكفلونه ،
وهي كفالة ليست على عشرة دنانير،
ولا على ‏أرض ، ولا على ناقة ،
إنها كفالة على الرقبة أن تُقطع بالسيف ..
‏ومن يعترض على عمر في تطبيق
شرع الله ؟ ومن يشفع عنده ؟
ومن ‏يمكن أن يُفكر في وساطة لديه ؟
فسكت الصحابة ، وعمر مُتأثر ، لأنه
‏وقع في حيرة ، هل يُقدم فيقتل
هذا الرجل ، وأطفاله يموتون جوعاً
هناك أو يتركه فيذهب بلا كفالة ،
فيضيع دم المقتول ، وسكت الناس ،
ونكّس عمررأسه ، والتفت إلى الشابين :
أتعفوان عنه ؟
‏قالا : لا ، من قتل أبانا لا بد
أن يُقتل يا أمير المؤمنين..
‏قال عمر : من يكفل هذا أيها الناس ؟!!
‏فقام أبو ذر الغفاريّ بشيبته وزهده ، وصدقه، وقال:
‏يا أمير المؤمنين ، أنا أكفله
‏قال عمر : هو قَتْل ،
 قال : ولوكان قاتلا!
‏قال: أتعرفه ؟
‏قال: ما أعرفه ،
 قال : كيف تكفله؟
‏قال: رأيت فيه سِمات المؤمنين ،
فعلمت أنه لا يكذب ، وسيأتي إن شاء‏الله
‏قال عمر : يا أبا ذرّ ، أتظن أنه
لو تأخر بعد ثلاث أني تاركك!
‏قال: الله المستعان يا أمير المؤمنين ...
‏فذهب الرجل ،
وأعطاه عمر(ر) ثلاث ليال ٍ،
يُهيئ فيها نفسه، ويُودع
‏أطفاله وأهله ، وينظر في أمرهمبعده ،
ثم يأتي ، ليقتص منه لأنه قتل
....
‏وبعد ثلاث ليالٍ لم ينس عمر الموعد ،
 يَعُدّ الأيام عداً ،
وفي العصر‏نادى ‏في المدينة :
الصلاة جامعة ،
فجاء الشابان ،
واجتمع الناس ، وأتى أبو ‏ذر
وجلس أمام عمر ،
قال عمر: أين الرجل ؟ قال : ما أدري يا أميرالمؤمنين!
‏وتلفَّت أبو ذر إلى الشمس ،
وكأنها تمر سريعة على غير عادتها،
وسكت‏الصحابة واجمين ،عليهم
من التأثر مالا يعلمه إلا الله.
‏صحيح أن أبا ذرّ يسكن في قلب عمر،
وأنه يقطع له من جسمه إذا أراد
‏لكن هذه شريعة ،
لكن هذا منهج ،
لكن هذه أحكام ربانية ،
لا يلعب بها ‏اللاعبون ‏ولا تدخل في الأدراج لتُناقش صلاحيتها ،
ولا تنفذ في ظروف دون ظروف ‏وعلى أناس دون أناس ،
وفي مكان دون مكان...
‏وقبل الغروب بلحظات ،
وإذا
بالرجل يأتي ، فكبّر عمر، وكبّرالمسلمون ‏معه
‏فقال عمر : أيها الرجل أما إنك لو بقيت في باديتك ،
ما شعرنا بك ‏وماعرفنا مكانك !!
‏قال: يا أمير المؤمنين ، والله ما عليَّ منك
ولكن عليَّ من  الذي يعلم السرَّ وأخفى !!
ها أنا يا أمير المؤمنين ،
تركت أطفالي
كفراخ‏ الطير لا ماء ولا شجر في البادية،
وجئتُ لأُقتل..
وخشيت أن
يقال لقد ذهب
..**..
 الوفاء بالعهد من الناس
..**..
فسأل عمر بن الخطاب أبو ذر لماذا ضمنته؟؟؟
فقال أبو ذر :
خشيت أن يقال
..**..
 لقد ذهب الخير من الناس
..**..
‏فوقف عمر وقال للشابين : ماذا تريان؟
‏قالا وهما يبكيان : عفونا عنه
يا أمير المؤمنين لصدقه..
وقالوا نخشى أن يقال
..**..
لقد ذهب العفو من الناس !
..**..
‏قال عمر : الله أكبر ، ودموعه
تسيل على لحيته ......
‏جزاكما الله خيراً أيها الشابان
على عفوكما ،
وجزاك الله خيراً يا أبا ‏ذرّ
يوم فرّجت عن هذا الرجل كربته،
 وجزاك الله خيراً أيها الرجل
‏لصدقك ووفائك
....
‏وجزاك الله خيراً يا أمير المؤمنين لعدلك و رحمتك
....
‏قال أحد المحدثين :
والذي نفسي بيده ، لقد دُفِنت
سعادة الإيمان ‏والإسلام
في أكفان عمر!!.
‏وجزى الله خيرا للذين نقلوا لنا الموضوع
‏وجزى الله خيرا للذين
ينقلونه للآخرين

..**....**....**....**....**....**....**..
Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More